بدماء جديدة وطموح كبير لتحقيق النجاح، سيكون هدف المنتخب الكويتي لكرة القدم هو الوصول لأبعد محطة ممكنة في مشاركته الجديدة ببطولات كأس الخليج من خلال النسخة المقبلة (خليجي 23) والتي تستضيفها بلاده خلال الأيام القليلة المقبلة .
وحتى أيام قليلة مضت، لم يكن المنتخب الكويتي أو أكثر المتفائلين للفريق ينتظر استضافة هذه النسخة من فعاليات البطولة في ظل قرار الحظر الذي فرض على الرياضة الكويتية منذ أكثر من عامين.
ولكن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منح الكرة الكويتية قبلة الحياة وأعطاها الفرصة لاستعادة مكانتها المرموقة من خلال رفع الحظر في وقت سابق من الشهر الحالي.
وجاء الاتفاق الذي جرى بين المسؤولين في الكويت وقطر على نقل البطولة أو إعادة حق الاستضافة للكويت ليضع المنظمين بالكويت أمام تحد جديد وصعب لكنه في الوقت نفسه يحظى بأهمية بالغة في هذه اللحظة الفارقة مع عودة النشاط للكرة الكويتية على الساحة الدولية.
ولهذا، يتطلع المنتخب الكويتي (الأزرق) إلى التشبث بهذه الفرصة المواتية وتقديم بطولة تليق بتاريخ الكرة الكويتية على الساحة العربية وصولات وجولات الأزرق على مدار تاريخ البطولة الخليجية.
ولا يختلف إثنان على الأهمية البالغة لبطولات كأس الخليج بالنسبة للأزرق وما تمثله هذه البطولة في تاريخ الكرة الكويتية خاصة وأن الفريق نجح في حصد اللقب في نحو نصف عدد النسخ التي أقيمت حتى الآن على مدار ما يقرب من نصف قرن شهدت 22 نسخة من هذه البطولة.
وأحرز المنتخب الكويتي لقب البطولة في 10 مرات بفارق هائل عن أكثر المنتخبات الأخرى فوزاً باللقب حيث تتقاسم منتخبات السعودية والعراق وقطر المركز الثاني في السجل الذهبي للبطولة برصيد ثلاثة ألقاب لكل منها.
ومر المنتخب الكويتي بعدد من المراحل في بطولات كأس الخليج، إذ بدأها بتفوق واضح واستطاع أن يتوج نفسه بطلاً في الدورات الأربع الأولى قبل أن يظهر له أشد منافسيه وهو المنتخب العراقي الذي خطف ثلاث بطولات في أعوام 1979 و1984 و1988 في حين أحرز الكويت بطولات 1982 و1986 و1990 ليرفع رصيده إلى 7 ألقاب.
ومع انعدام الاتزان الذي سيطر على المنتخب الكويتي في بداية التسعينيات مثل العديد من أوجه الحياة في الكويت بعد الغزو العراقي، ذهب اللقب في بطولتي 1992 و1994 لقطر والسعودية حتى نجح الأزرق في استعادته مرة أخرى في 1996 واحتفظ به في 1998.
وبعدها غاب المنتخب الكويتي تماماً عن منصة التتويج لخمس نسخ متتالية حتى عاد بقوة في نسخة 2010 التي استضافتها اليمن ليتوج الفريق بلقبه العاشر بعد الفوز على السعودية في المباراة النهائية.
ومع عودة الحياة للأزرق برفع الإيقاف عن الكرة الكويتية، يدخل الفريق البطولة الجديدة بطموحات كبيرة في إضافة لقب جديد إلى سجله في بطولات كأس الخليج خاصة وأن البطولة تمثل التعويض المناسب للفريق عن استبعاده من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا بسبب قرار الإيقاف.
كما تمثل البطولة فرصة للتأكيد على قدرة الكرة الكويتية على العودة سريعاً لفرض سطوتها.
ويستهل الأزرق مسيرته في البطولة بلقاء قمة مثير مع المنتخب السعودي في المباراة الافتتاحية الجمعة المقبل، ضمن منافسات المجموعة الأولى بالدور الأول لهذه النسخة، كما تضم المجموعة معهما منتخبي الإمارات وعمان.
ولكن التحدي الكبير والمنافس الحقيقي للأزرق لن يكون أحد هذه المنتخبات الثلاثة التي يلتقيها وإنما سيكون هو قدرة الفريق على خلق التوليفة المناسبة من العناصر الجديدة وأصحاب الخبرة والتغلب على مشكلة غياب الفريق عن المنافسات الدولية في العامين الماضيين وافتقاد اللاعبين للاحتكاك الدولي ولياقة المباريات الدولية.
وتضم قائمة الأزرق المشاركة في خليجي 23 ثلاثة محترفين هم سلطان العنزي وفهد الأنصاري (اتحاد جدة السعودي) وفهد الهاجري (الاتفاق السعودي) فيما ينشط باقي لاعبي القائمة في الدوري المحلي.
وخلال العامين الأخيرين، شهدت صفوف الأزرق عدة تغييرات مؤثرة حيث ابتعد لاعبون بارزون مثل حارس المرمى الشهير نواف الخالدي الذي قاد الفريق ببراعة للقب خليجي 20 باليمن وزميله وليد علي صاحب هدف الفوز في نهائي نفس النسخة.
كما ابتعد عن صفوف الأزرق لاعبون آخرون مثل جراح العتيقي وحسين فاضل وفهد عوض ويغيب لاعبون آخرون بداعي الإصابة مثل مساعد ندا وفهد الرشيدي.
وفي المقابل، انضمت عناصر جديدة إلى صفوف الفريق مثل فيصل العنزي وفهد مرزوق وأحمد الظفيري وسامي الصانع ومحمد سعد لتشكل هذه المجموعة دعماً جيداً لطموحات الفريق بجانب عناصر الخبرة وفي مقدمتها المطوع والأنصاري والهجري وفهد العنزي.
ويدرك الأزرق ومديره الفني المؤقت الصربي بوريس بونيك أن الايقاف الذي عانت منه الرياضة الكويتية على مدار أكثر من عامين لن يكون مبرراً مقبولاً لدى الجماهير في مواجهة أي إخفاق ولاسيما أن الجماهير تبدو متعطشة للغاية لتحقيق النجاح في هذه البطولة وتعتبرها تعويضاً عن الإيقاف في العامين الماضيين.