غابت المشاحنات والشد والجذب، وحضرت الروح الرياضية، التي كانت العنوان الابرز للتحدي الكبير الذي أسفر عن فوز فريق النواب على فريق الحكومة بثلاثة اهداف لهدفين، تحت مظلة دورة المرحوم عبدالله مشاري الروضان الرمضانية لكرة قدم الصالات في نسختها السابعة والثلاثين. واقيمت المباراة الاستعراضية بحضور رئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، الذي سلم الكأس لقائد فريق النواب رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم، كما حضر انس الصالح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية ووزير النفط بالوكالة، والشيخ سلمان الحمود وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب، والدكتور علي العبيدي وزير الصحة، وناصر الروضان عضو اللجنة الاستشارية لدول مجلس التعاون.
ومثل فريق السلطة التشريعية، رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم الى جانب النواب عبدالله المعيوف والدكتور عوده الرويعي وفيصل الكندري وماجد موسى وراكان النصف وعبدالله العدواني وعلي الخميس وعبدالله التميمي بالاضافة الى علام الكندري امين عام مجلس الامة . اما السلطة التنفيذية، فمثلها كل من الشيخ صباح الخالد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، والشيخ محمد العبدالله وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وياسر ابل وزير الدولة لشؤون الاسكان والدكتور علي العمير وزير الاشغال ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة، وعبداللطيف الروضان امين عام مجلس الوزراء، وفواز الفضل امين عام مساعد لمجلس الوزراء، والدكتور نايف العجمي وزير الأوقاف السابق والدكتور حمود فليطح نائب رئيس الهيئة لشؤون الرياضة.
تحدي السلطتين كما أطلق عليه، تجاوز حدود الفائز والخاسر، فالهدف الاسمى من هذا اللقاء، هو التواصل بين الفريقين في أجواء رياضية تخلو من التوتر والمشاحنات، التي تسيطر عادة على نقاشات النواب والوزراء في البرلمان. الروح الرياضية التي احاطت بالمباراة الاستعراضية، لم تخف أجواء التحدي والندية، التي ظهر عليها كل فريق، فسعى كل طرف لفرض شخصيته على الاخر، سواء من خلال المهارات الفردية التي لم تغب عن هذه المباراة، او عبر استخدام كل فريق لاساليبه الخاصة لاسقاط خصمه. ومثلما كان يستخدم مطرقته للسيطرة على الاوضاع داخل الجلسات، فان الرئيس مروزق الغانم استخدم هذه المرة مهاراته لضبط الايقاع، وكان مصدر ازعاج دائم للوزراء، وهدد مرماهم في العديد من المناسبات، حتى تمكن من افتتاح التسجيل بتسديدة قوية سكنت شباك محمد العبدالله.
واحكم فريق النواب سيطرته على الحكومة، ووضعها تحت ضغط متواصل، مستفيدا من مهارات مرزوق الغانم وانطلاقات فيصل الكندري وتألق علي الخميس، الذي كان مفاجأة اللقاء وانشط لاعبي الفريقين. في المقابل، سعى صباح الخالد بحنكتة ودبلوماسيته في اعادة ترتيب الأوراق، وشكل مع عبداللطيف الروضان وفواز الفضل ثلاثيا متفاهما ازعج النواب، وكاد يقضي على وحدتهم، لكن تألق الحارس عبدالله التميمي أبقى على تقدم فريق النواب حتى نهاية الشوط الاول، الذي شهد هدفا ثانيا للنواب بواسطة ابرز نجوم اللقاء علي الخميس. وفي الشوط الثاني سعى فريق الحكومة للتغلب على عامل اللياقة بإجراء تغييرات في صفوفه، وظهر بصورة افضل مع نشاط حمود فليطح في الجوانب الهجومية وتحركات ياسر ابل ومهارة فواز الفضل، لكن صلابة فريق النواب الدفاعية بقيادة عبدالله المعيوف وعلام الكندري، ابقت الوضع كما هو عليه.
ووسط سيطرة الحكومة على مجريات الأمور، باغت مرزوق الغانم دفاعات الحكومة بمهارة عالية وأهدى تمريرة سحرية لفيصل الكندري ليتابعها داخل الشباك. وجاء الرد سريعا عبر انطلاقة ناجحة لفليطح ليهدي الكرة لياسر ابل الذي تابعها بدوره داخل الشباك، ولينعش امال الحكومة، في تعديل النتيجة. وشهدت اللحظات الاخيرة هجمات متبادلة من الطرفين، وكانت تسديدات مرزوق الغانم أشبه بالمطرقة على مرمى الحكومة، لكن محمد عبدالله تصدى لها بثبات. وقبل النهاية احرز عبداللطيف الروضان هدفا ثانيا للحكومة، لتنتهي المباراة بفوز فريق النواب بثلاثة اهداف لهدفين.