تجود الرياضة الكويتية بالكثير من النجوم الذين صالوا وجالوا في الملاعب، وتألقوا سواء في أنديتهم أو مع المنتخبات الوطنية، وحققوا العديد الإنجازات التي لن تسقط من ذاكرة التاريخ، ومن هؤلاء نجم الأزرق نادي الكويت سعد الحوطي الذي بدأ العشق الكروي صغيرا في مدرسة النجاح الابتدائية، فلعب مع اقرانه في ملعبها كثيرا، وتجذر عشقه لكرة القدم يوما بعد آخر، وتعلق وهو صغير بأفضل لاعبي العالم في كل العصور الأسطورة بيليه، فتابعه قدر استطاعته عبر الوسائل الإعلامية المتاحة حينها، وتحقق حلمه برؤيته عندما حل فريق نادي سانتوس البرازيلي ضيفا على القادسية في ملعب ثانوية الشويخ 1973.
عشق الحوطي الصغير النادي العربي، وكان حريصا على متابعة مبارياته، ذهب إلى النادي العربي بغية اللعب في أحد فرقه وهو بعمر 12 عاما، لكن تلك المحاولة لم يكتب لها النجاح، لبعد مسكنه، حيث كان انتقل من «المطبة» إلى منطقة العديلية، وبمرور الأيام كبر الشغف الكروي، ثم أخذ طريقه إلى نادي الكويت، ساعده بذلك صديق عمره الراحل أحمد السيد هاشم الرفاعي، الذي تولى مهمة أخذه من بيته إلى النادي، والعودة مرة أخرى، وبشكل يومي منتظم.
انضم الحوطي إلى نادي الكويت عام 1968، وكانت أول مباراة رسمية له مع الفريق الأول في الموسم الكروي 1969- 1970 بمواجهة عشقه القديم النادي العربي بتاريخ 12 فبراير 1970، وتمكن الحوطي من تسجيل هدف المباراة الوحيد والفوز لفريقه الكويت، فجاءت البداية مثالية مع الأبيض، وازدانت مسيرة الحوطي مع ناديه بالتتويج بالألقاب الكبيرة، حيث أحرز لقب الدوري أربعة مواسم، ثلاثة منها متتالية (75-76، و76-77 و77-78)، فيما كان التتويج الرابع بالدوري في موسم 1979 – 1980، كما فاز بلقب كأس الأمير أربع مرات أيضا، ولعل موسم 1976-1977 يعد موسما استثنائيا لسعد الحوطي وللفريق الأول بنادي الكويت، بعدما أحرز الفريق الثلاثية الذهبية، بفوزه بلقب الدوري العام، وكأس الأمير، وبطولة الدوري المشترك.
أما مسيرة القائد سعد الحوطي مع الأزرق فرائعة، وتدل على القيمة الفنية التي امتلكها لسنوات طوال، وللكوكبة الاستثنائية التي كان يضمها الأزرق من الموهوبين، كانت بداية «بو محمد» مع الأزرق عام 1971، وجاءت أولى مبارياته الدولية مع منتخب إيران، وشارك في بطولات كأس الخليج الثانية في السعودية، والثالثة في الكويت، والرابعة في قطر، وتوج الأزرق بلقبها جميعا، وأحرز المركز الثاني في كأس آسيا عام 1976 في العاصمة الإيرانية طهران، وتبعها بالتتويج كأول لاعب عربي يحمل كأس آسيا لكرة القدم عام 1980 بالكويت، ولم تتوقف إنجازات الحوطي مع الأزرق، ليتوجها بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم في إسبانيا 1982 بصحبة نجوم كبار من بينهم جاسم يعقوب، وفتحي كميل، وأحمد الطرابلسي، ونعيم سعد، ووليد الجاسم، ومحمد كرم، وعبدالله البلوشي، وفيصل الدخيل، ويوسف سويد، وعبدالله معيوف.
نقلا عن جريدة الإنباء