الكتابة والحديث عن رجل بمكانة خالد الغانم يجعلك تشعر بمتعة، عندما تتحدث عن أسلوب وقيم رياضية كثيرة افتقدناها منذ سنوات، وخاصة بعد رحيل بعض الشخصيات الرياضية، التي عرفناها واستفدنا منها الكثير، أمثال الشهيد الشيخ فهد الأحمد، والمرحوم جاسم الحميضي، والمرحوم خضير المشعان في الكويت ولها وزنها، ومنهم من يزال على قيد الحياة، وابتعد عن العطاء في المجال الرياضي، أمثال القدوة علي ثنيان الغانم، وعبدالعزيز المخلد، وعبدالمحسن الفارس، أطال الله في أعمارهم، وهم يعرفون معنى أهمية العمل الرياضي، وكيفية الارتقاء به إلى أفضل المستويات، بعيداً عن الأضواء والبهرجة الإعلامية والتصريحات المتناقضة.
وعندما أتكلم، خاصة عن هذه الشخصية، فإنني أعني ما أقوله في كل كلمة أقولها بحق هذا الإنسان الرياضي، الذي تفوق على الكثيرين، الذين كان وما زال بعضهم متمسكاً بمركزه لمجرد الظهور الإعلامي، أو لخدمة مصالح لا تمت إلى الرياضة بصلة، وكأن هذا المنصب هو ملك له، وليس لخدمة الرياضة التي لم يفدها بشيء يذكر.
وأتذكر في بداية دخول خالد علي الغانم مجلس الإدارة، عملنا مع بعض في جهاز كرة القدم، واستطعنا تحقيق بطولة الدوري العام بعد غياب إحدى وعشرين سنة عن نادي الكويت، والفوز بالدوري لم يكن وليد الصدفة مع المدرب الألماني المعروف هولمن، إنما كان عملاً شاقاً، وكان بومحمد عنوان تحقيق الإنجاز للفوز ببطولة الدوري العام، ولا شك أن بومحمد قد تعلّم الكثير من خلال السنوات الماضية، واستفاد من جميع التجارب، وأصبحت لديه الخبرة الإدارية.
ولكي يكون لديك فريق يملك لاعبين مستعدين لخوض مباريات بمعنويات عالية، عليك أن تجد الاستقرار للفريق وتهيئة الأجواء النفسية لهذ الفريق، وبفضل وجود خالد الغانم استطعنا حلّ الكثير من مشاكل اللاعبين، وخلق التلاحم بينهم، الذي ارتقى بمستوى الفريق، وللنجاح أسبابه وقوته.
والآن نعيش سنوات الازدهار والإنجازات والعصر الذهبي في نادي الكويت الرياضي، بفضل إدارة واعية محنكة، وعلى مستوى عال من الاحترافية، وإدارة لجميع فرق النادي، من المراحل السنية الى فرق الدرجة الأولى، وهذا هو المطلوب، ونحن نرتبط بناد يهتم بجميع الألعاب، وكلها مهمة. ولذلك كان الأخ خالد الغانم يحرص على ان يتابع كل لعبة ويساندها ويعطيها من وقته الثمين، ولكون لديه مسؤولية أخرى تتعلق بأعماله الخاصة، لا تقل عن مسؤوليته في النادي، بل تفوقها كثيراً، إلا أن من يحسن تنظيم أعماله، واختيار الأشخاص الذين يعملون بإخلاص وصدق وتفانٍ فإنه بلا شك سيكون مرتاح البال، وتخطيطه سوف ينجح، حتى أن بعض الأخطاء لن تعيق العمل المدروس، خالد الغانم أسهم في تفوق نادي الكويت من خلال تحقيق البطولات والسيطرة المستمرة على كأس التفوق، والمنافسة على ألقاب كل اللعبات الجماعية والفردية، مما يؤكد أن نادي الكويت مدرسة كبيرة في إدارته الرياضية الحالية، وأيضاً في خلق الأجواء بين أعضاء النادي لمن أعطوا لهذا النادي عبر سنوات طويلة، بعد تكريمهم من قبل مجلس الإدارة في يوم التتويج، فلهم كل الشكر والتقدير.
أما أنت يا بومحمد، الأخ العزيز خالد علي الغانم، فرايتك بيضاء، وعطاؤك كبير، كما أنت كبير، فلك كل التقدير، ولو كان هناك وسام للرياضة، فأنت من يستحقه بكل جدارة وامتياز، والرياضة لا تتقدم وترتفع مستويات الألعاب واللاعبين فيها إلا بوجود أمثال خالد الغانم.
سعد الحوطي